شاعر يرثي نفسه
فوق المرايا يستبيح المشطُ
ساحة شعرها
فيهدهد الريح الشعيرات
التي قد أفلتت
من قسوة المشط العتيق
فأعلنت عصيانها
وتطايرتْ
تبكي لديك الرغبة الأنثى
تسائل ما تبقّى
من سنين العمر
هل حقّقت شيئاً...؟
آه..لو أني عرفتك
قبل جرح العمر
والسفر الطويلْ
آه...لو أني
تركت متاعي المسروق
في عينيك عمراً
هل بكيت الآن
في درب الرحيلْ...؟
يستيقظ المخبوء
في هذا الذي يدعونه
القلب الجميلْ
ما تبقّى..
ليس يكفي للهوى
والبوحِ
والأبحار حبّاً
نحو شطّ المستحيلْ
آه .. لو أني عرفتك
قبل خيبات النخيل
تنتمي للسرّ أشباح الصحارى
تسرج الأسفار في صمت
وتمضي بالبقايا من شجون العمر..
مهلاً
ماتبقى من رماد الراحلات السمر
ليس البوصلةْ
هذي خطاي
وذاك دربي
آه لو أني عرفتك
قبل زيف القافلة
هذي حياتي
تلك أمتعتي
فأين الراحلة..؟
تهذي كثيراً
هذه الأيام يا خطأ الصحارى
ماذا تريد
ولم يعد في العمر قافلةُ
تمدُ إليك
كفّ المرحلة ؟
كلّ الذين رحلت
في خطواتهم
تركوك وحدك في الطريق
تنادم الربّ الذي
هرب انتماءً
واختفى
تهذي كثيراً
يستبيح المشط
آفاق الشعيرات
التي لم تكترث
تبكي لديك الرغبةُ القصوى
أما ...من شعرةٍ تمضي معي
نحو التواريخ التي قد حُرفت
ستكون فوق القبر
شاهدتي التي ..
ما أتلفتْ
عصفورة في الكرم حطّتْ
هيّأت عنقود الحياة لأجلها
قطّرت أطيب خمرة وسيقتها
وظننت أنك
قد سكرت بسُكرها
وأفقت تحت سياط صحوك..
مثقلاً
والعمر يمضي
تهرب العصفورة الحمقاء خوفاً
آه...لو أني عرفتك
قبل أسفار الجناحْ
آه ..لو أني
شهدتُ شروقك العذريَ
قبل بوادر الفجر المباحْ
آه..من هذا الصباح !
تأتي العصافير انطلاقاً من دمي
ماذا تبقى من دمي ؟
لأراك يوماً
ثم أوفي بعض نذري
لست أدري..
ليت شعري..
هل أراك قبيل قبري ؟
تحياتي