لزعيمه هي السيده الانجليزيه آملين بنكهرست والتي أسست أول
أتحاد من نوعه في بريطانيا ، الاتحاد الاجتماعي والسياسي للنساء
وهي المرأه التي عاشت حياتها كلها تدافع عن حقوق بنات جنسها
حتى آخر لحظه من حياتها .. رحل زوجها وترك لها اربعة
أطفال .. ولكنها لم تيأس من قسوة الحياة فقد عملت في مكتبة
تسجيل الوفيات في مدينة مانشستر تدر عليها دخلا ً متواضعا ً
وافتتحت محلا ً لصناعة الوسائد وهذا كله لم يحول أهتمامها عن
القضايا التي آمنت بها وظلت تكافح عن حقوق المرأه ، كانت ترى
مئات الأمهات اللواتي يفدن اليها لتسجيل مواليدهن الجدد وهن في
حاجة ٍ ماسه للغذاء والكساء والدواء ، كانت آملين تعيش مأساة
المرأه بكل صورها وهي تؤدي عملها بهذا المكتب الصغير ..
وتعود الى مقر الاتحاد مساءً لتلقي الخطابات الحماسيه التي تدافع
فيها عن حقوق المرأه والتي الهبت مشاعر بنات جنسها ......
وتنطلق المسيرات النسائيه بقيادتها في شوارع لندن ويتسع نطاق
المظاهره ويزداد وتدوي الهتافات ساخطه ناقمه وكان الرجال
اعداءً للمرأه رافضين المساواة معها وقتذاك فكانوا يتصدون لها
وقاوموا تظاهراتها بالحجاره والطماطه والبيض الفاسد الذي
يوجهونه الى رؤوس النساء اللواتي خرجن لأول مره في تأريخ
بريطانيا الذي كان مقصورا ً على الرجال فقط أما الشرطه فقد
حملوا الهراوات وضربوا بها المتظاهرات وقتلوا العديد وزجوا
بالمئات منهن في السجون ..... وقفت آملين أمام القضاء وهي
تقول : أننا أيها الساده لم نأتِ هنا لنخرق القانون وأنما جئنا في
محاوله لكي نصنع القانون ... وسجنوا أبنتها الشابه كريستابل
بعد ان خيروها بين السجن او دفع الغرامه .. وأختارت الفتاة
السجن لأنها رفضت أن تعاد اليها حريتها وحدها بينما زميلاتها
وراء القضبان ! وعز َّ على الأم ان ترى أبنتها سجينه فأسرعت
تدفع الغرامه ولكن كريستابل رفضت ان تغادر سجنها ، لقد وقفت تقول
لأمها في شجاعة ٍ وتحد : يجب ان تعلمي يا أمي أنك أذا صممت
ِ على أطلاق سراحي فلن أعود معك ِ الى البيت !! ولأول مره
تشعر الأم التي وقفت تتحدى العالم من حولها بقواها تنهار ..
وبكت آملين في هذا اليوم .. بكت بقلب الأم ، لا بعقل الزعيمه ...
وعندما سجنوهاهي لم تجد غير الاضراب عن الطعام وسيله
للاعراب عن احتجاجها لهذا الظلم وافرجوا عنها لسوء حالتها
الصحيه ولكنها عادت للسجن لألقائها خطبه حماسيه في مقر
الاتحاد النسائي ...وعند نشوب الحرب العالميه الاولى اعلنت
آملين الهدنه مع الحكومه ووجهت نداء ً الى كل نساء بريطانيا
للوقوف مع الحكومه فخرجت المرأه الانجليزيه لتعمل في المصانع
والمستشفيات وفي ميادين شتى خلت منها الرجال حيث تركوها
وذهبوا للقتال .. وعند انتهاء الحرب صدر القانون الجديد الذي
طالما سعت اليه آملين وكافحت من أجله .. لقد أقره مجلس العموم
ومجلس اللوردات على السواء ولكن آملين بطلة هذه المعركه لم
تعش لترى هذا النصر الجديد فقد شاء القدر ان تموت هذه المرأه
في هدوء في نفس اليوم الذي أقرَّ فيه البرلمان مشروع القانون
الجديد وكانت يومها في الحاديه والسبعين من عمرها ، وأقامت
الحكومه البريطانيه تكريما ً لهذه المرأه تمثالا ً في ( فكتوريا
تاورز جاردنز ) حيث لايزال قائما ً حتى اليوم.
م .. ن